إنها الحقيقة
ليس كل من ظهرَ بزيِّ المستقيمين المهتدين , ولبَس لباسهم , وردد ألفاظهم يعتبر مستقيماً مهتدياً حقاً , حتى يكون في شعوره وولائه وحبه وهمَّته وخلقه وتعامله وكبْح جماح نفسه على الخير كالمستقيمين .. د ( علي القرني ) .
لقد استوقفتني هذه الكلمات والتي لن أبالغ لو قلت إنني وقفت أمامها مندهشة وقد تسمَّرت عيناي جاحظتان أمام هول هذه الكلمات , لقد لامَسَت هذه الكلمات وتَراً حساساً , لقد أيقظت في داخلي حقيقةً كانت نائمةً ..
لقد كسرت لدي شموخاً بأنني أفضل من البعض على أقل تقدير إن لم أكن أفضلهم كليةً , وما هذا الاعتزاز الذي أخذ يخلق من لا شيء شيئاً , ولا حول ولا قوة إلا بالله , فهذه حقيقة النفوس التي تطرب أذانها لسماع آيات الشكر والعرفان , وتسعد نفوسها , بل وتطير فرحاً بتلك العبارات !
ولم نسأل أنفسنا هل نحن مقبولين عند رب السموات ؟ هل عملنا له خالصاً , أم أنه يشاركه شيءٌ من الرياء ، لِمَ كان اهتمامنا بالبشر ورضاهم ونسينا خالقهم ..
ولِمَ دائماً نعقد مقارنة عندما نريد التعريف بأنفسنا فنتحدث عن من نحن ، وما هي أعمالنا الخيرية طبعاً والتي لابد وأن نوضح للجميع أننا نعمل ذلك العمل دون أن نأخذ عليه فلساً واحداً , وأيضاً نعرّف بالجهود التي نبذلها في أنحاء الأرض قاطبةً , في المشرق وفي المغرب ؟
ما الضير لو أنا احتفظنا بهذه المعلومات لأنفسنا , وما الضير لو اعتبرنا هذه الأعمال التي نقوم بها سراً لا يعلمه إلا علاَّم الغيوب ، لقد كنت أسمع من الكثير أنه فعل وفعل وبذل من الجهود الشيء الكثير , وأن لا أحد يقدر هذه الجهود ..
سبحان الله , هل عملت هذا العمل حتى يشعر الآخرون بك ويقدرون ما تقوم به ؟ أم أنك فعلت ذلك لوجه الله , فإن كان جوابك أن ذلك لوجه الله فلا تتعب نفسك بكثرة الكلام فالله هو نعم المجازي .
وإن كنت تبحث عن مدح الآخرين فإنك ستتعب كثيراً لأن القاعدة تقول : ( رضا الناس غاية لا تدرك ) ، إنها الحقيقة , ولا بد نعترف بها كحقيقة فلنعمل جاهدين أن نخلص النية لله
الرد باقتباس